العرض في الرئيسةفضاء حر

خنق الوطن والوطنية

يمنات

فكرة ان تختفي الوطنية والوطن لتتجسد في مدينة او محافظة بذاتها مبتذلة، بقدر من التجسيم المبالغ فيه والذي يسلب اليمنيين ويجردهم خصوصيات التضحية والفداء للوطن ليبقى حكرا على تمظهرات لإحتدامات تجري بين الأطراف المتصارعة التي اشتغل المسيطرون على وسائل الإعلام المأجور لأداء واجب انعاش الهويات الصغيرة والطائفية والجهوية ومن ثم صبغ الحرب الجارية بهذه الصيغ المفاهيمية التي أصبحت فيما بعد شكلا من آداء واجب الدفاع عن الوطن والدين.

ادعاءات جعلت من هذا “الواجب” صورة لمقاتلين يأملون في أن ينظر الناس اليهم في سياق الفهم المحدود في الوعي لصورة البطولة ، ما يجعل شبكات التواصل الاجتماعي و التداولات في الأماكن العامة تتدفق منها واليها صور المقاتلين الذين سقطوا في المعارك والبعض ذهب بعيدا في طريقة التعامل مع هؤلاء الضحايا على شكل البومات وكاتلوجات تجمع فيها ضحايا من عائلة واحدة ، في اجراء بدى أنه راقهم لكسب مواقف وامتيازات وأولويات ومنافع بشكل يلغي قيمة الحياة وقيمة الموت وايضا قيمة الوطن باعتباره مفترق للطريقين، اللتين يجب بشكل أكثر وضوحا السير فيمها استنادا إلى شرعية يقررها الشعب اليمني أجمع واستعادة صورة البطولة والتضحية من أجل الوطن من أسر المفاهيم الضيقة المعتدى عليها من الهويات الصغيرة التي بسببها عرضت مآتم اليمنيين للسخرية من قبل طرفي النزاع، بمعزل عن الشعور الخاص والرهيب الفاجع والحزين لذوي واهالي الشهداء الذين يجري الآن تصنيفهم وفرزهم ضمن لعبة الإدعاء الزائف، فيما لا حضور حقيقي لمعنى فقد عزيز الأمهات والآباء والأخوة.

وفي جهة أخرى من صور الموت الذي ينتظره الضحايا المدنيين تحت قصف الأطراف لمساكنهم ومناطقهم يتسابق اعلام وناشطي الطرفين لفترنة هذا الموت وجعله لامعا في جدران مواقعهم وصحفهم في واحدة من عملية التسليع والاستغلال كأبشع صور الاسترزاق في اسواق الموت الهين ، فيما تتدفق تقنيات الوسائط المتعددة بكم هائل من الفيديوهات والصور المزخرفة بالإطارات والعبارات المنمقة لفلاسفة وشعراء و اولياء ومفكرين .. وكأننا امام مزحة ثقيلة من مزح التكنولوجيا على سبيل ابتكار اقتصادات جديدة لعرض الموت وتسويقه وتعميمه بوسائل عولمة فريد ! يحدث عندما يتقاتل الأخوة أن يحمر وجه الخجل لا أن يطل بهذا القدر من التبجح والمليء بإزاحات للهاوية المبركنة ملتهبة الحمم.

أن نفقد نقطة مرجعية متفق عليها بما في ذلك الشأن الأخلاقي علاوة على خروج آمن من فوهة الجحيم الأهلي-الاقليمي ﻻ يعني سوى اصرار الأطراف على تفكيك مستمر لأي ربط محتمل ومأمول لإيجاد حل و إستعادة الدولة وتفعيل السياسة كوسيلة مدنية وحضارية لإدارة الدولة واختلافات الأراء ، ﻻ أن تتكيف الأطراف ويسقط من حسابهما الشعب والوطن كهوية جامعة بكل تنوعاته وهوياته واطيافه وعقائده كسبيل وحيد لإسقاط زيف احتكار وحصرنة واختصار الوطن و الوطنية والدين في جماعات وفي مناطق او مدن او محافظات او اقاليم.

زر الذهاب إلى الأعلى